Wednesday, March 12, 2008

الاحتلال الحميد والاحتلال الخبيث

بعد تفوق الغرب تكنولوجيا عقب الثورة الصناعية واختراعه الآلات والماكينات والاسلحة والطائرات , قامت الدول الغربية باحتلال الدول الجاهلة او المتخلفة صناعيا وتكنولوجيا من اجل شيئين : الاول ان تحصل من هذه الدول على الخامات اللازمة لصناعتها من تلك الدول بدون مقابل, وكذلك تبيع منتجاتها المصنعة لتلك الدول التخلفة باعلى الاسعار اى نهب مزدوج ذى اتجاهين.. وظل هذا الاحتلال قائما عشرات السنين وان تمت مقاومته مقاومات بدائية وفردية فى بعض البلاد او تم قبوله والتكيف معه فى البعض الاخر كان ذلك هو الاحتلال الحميد اى واضح وصريح لكل من يرغب فى مقاومته
لكن بعد الحرب العالمية الثانية التى نشبت ليس بين الدول المستعمرة (بكسر الميم ) والدول المستعمرة (بفتح الميم ) ولكنها دارت بين الكبار المستعمرين لخلافهم على المناطق الافضل للاستعمار وانتهت الحرب العالمية الثانية باتفاق غير معلن بين الدول الكبرى على تحويل الاستعمار الحميد الى استعمار خبيث , كيف ؟ حدث ذلك عن طريق الانسحاب من المستعمرات تحت مسمى منحها الاستقلال على ان يتم تنصيب نظم وطنية من ابناء المستعمرات تدير تلك المستعمرات بالريموت كنترول لحساب الدول الكبرى وتم خلق نظم حكم دكتاتورية بالطبع تحت اشكال مختلفة , فمنها من قام تحت مسمى ثورة او انقلاب او غيره ومنها من تحولت الى مملكة ومنها من تحول الى جمهوريه ومنها من دحول الى جماهيرية او غير ذلك
هذه النظِم الوطنية الحاكمة خلقت على مدار سنوات جذورا لها فى مجتمعات تلك البلدان الفقيرة وتعمقت تلك الجذور واصبح من الصعب اقتلاعها لانها اصبحت شبكة شديدة القوة وشديدة الارتباط بالنظام لان بقاؤها من بقائه وهذا هو الاحتلال الخبيث , حكومات من ابناء الشعوب ولها كل المقومات الشكلية للدولة المستقلة ولكن اداء هذه الحكومات لصالح الاسياد الذين نصبوهم ويحمون نظم حكمهم ولهذا إختلط الامر على ابناء تلك المستعمرات فهم شكلا مستقلين ولديهم حكومة وبرلمان فمن يقاومون ؟ من يقاوم حكومة بلده وهم من نفس وطنه وقد يكون منهم اخوه او قريبا له !! هذا هو الاحتلال الخبيث الذى مازال موجودا ولكن لا يوجد منه اى حالة فى الدول العربية وكل هذه الاشكال فى الدول الافريقية فقط لذا لزم التنويه

Tuesday, March 4, 2008

تصدير القمح المصرى؟!!!ا

نشر بريد الاهرام اليوم 27 / 2 رسالة لاحد القراء تحت عنوان :عودة الى الاصل اقترح فيها حلولا سحرية لمشاكل الدعم بكل انواعه و كان الموضوع الرئيس لرسالته عن القمح ويقترح القارئ على الحكومة ان تترك القمح الذى ينتجه الريف المصرى للزراع لاستهلاكهم الشخصى وبذلك توفر خمسة مليارات جنيه !! واقترح صاحب الرسالة الا يزيد سعر الاردب عن 150 جنيها حتى يستطيع( المستهلك) شراؤه ..وغيرها من الافكار التى توضع ان القارئ لا يدرك ابعاد القضية, فالقمح سلعة لا تصل من المنتج للمستهلك مباشرة فلا يوجد مستهلك مباشر للقمح سوى اهل الريف الذين يخزنون احتياجاتهم السنوية من القمح ويبيعون الباقى فمن يشترى منهم الباقى ؟وكذلك من يشترى انتاج المزارع الكبرى ؟ هل ساكنو الفيلات والشقق يشترون قمحا ؟ ان هناك وسيطا يحتكر شراء القمح هو الدولة ممثلة فى وزارة التموين -التضامن - وهيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التجارة واذا نقذت الحكومة اقتراح القارئ وإمتنعت عن شراء القمح من الزراع وتركته لاهل الريف فهذا يعنى عدم وجود مشترى للقمح وبواره وكساده لدى الزراع الذين سيضطرون لاستخدامه كعلف للماشية , وفى المقابل ستشترى الحكومة احتياجاتها من القمح من الخارج وستذهب تسعة عشر مليار من الجنيهات هى ما تدفعه الدولة ثمنا للقمح- حسب ما نشر فى الصحف- الى جيوب زراع القمح الاجانب, أى ستخرج من مصر وسياتون للمواطن المصرى بقمح مستورد تحوم حوله شبهات الاشعاع والسرطنة, اما شراء القمح من الزارع المصرى بخمسمائة جنيه للارب اى بالسعر العالمى الحالى فسيترتب على ذلك ان التسعة عشر مليار التى تذهب للخارج لاستيراد القمح ستظل داخل السوق المصرى وستؤدى الى انتعاشة هائلة فى الاقتصاد المصرى واستثمارات هائلة فى الزراعة بالاضافة الى تناول المصريين قمحا بلديا عضويا نظيفا خالى من اية شبهات هذا فضلا عن الفائدة الاستراتجية الخاصة بالامن القومى , و فى حالة اعجاب الحكومة برأى القارئ وإحجامها عن شراء القمح المصرى فاننا نطالبها بالموافقة لنا نحن الزراع على تصدير انتاجنا من القمح للخارج وسنجد له من يقدره , واخشى عندها ان تعيد الحكومة استيراده من الجهات التى سنصدره لها
ان ما نشر اليوم فى البريد كلام غير دقيق وكنت اظن ان بريد الاهرام لديه من الخبراء والخبرات التى تفهم وتعى قطاع الزراعة ولم اكن اتوقع نشر مثل تلك المعلومات غير الصيحة
والى لقاء
عماد حسام الدين
فلاح - أخصائى إعلام
اليونسكو -سرس الليان

البقر يحتاج دعما



يمر قطاع الزراعة بشقيه, الانتاج النباتى والانتاج الحيوانى , بظروف انتقالية غاية فى الصعوبة

وشديدة الاثر , فبعد نجاح الغرب فى استخراج الوقودالحيوى , الايثانول , من الزيوت النباتية وخاصة زيت الذرة الشامية البيضاء والصفراء , ارتفعت اسعار الحبوب عالمبا ارتفاعا متضاعفا وهو الامر الذى انعكس على اسعار الاعلاف التى ارتفعت بصورة كبيرة لدرجة عجز معها مربو الماشية عن اطعامها فبدأوا فى التخلص منها بالبيع فزاد العرض وانخفض الطلب فانهارت اسعار الماشية مما الحق خسائر كبرى بالمربين هذا فى المدى القريب , اما على المدى البعيد فسيؤدى ذلك الى انخفاض شديد فى اعداد ماشية انتاج اللبن حيث اصبح التخلص منها بالبيع لغرض اللحم اكثر ربحا او اقل خسارة فاحجم الكثيرين عن تربية مواشى اللبن وهو ما سيؤدى الى انخفاض الانتاج القومى من الالبان ومنتجاتها مما سيضاعف سعرها فى الشهور القادمة
والحل يتمثل فى ضرورة تدخل الدولة لتقديم دعم شهرى لماشية اللبن وليكن مائة جنيه لكل راس حلوب فى الشهر لتشجيع المربين على الاستمرار فى انتاج اللبن والذى يعد سلعة استراتيجية وهذا الدعم ليس بدعة نقترحها, ولكنه امر معمول به فى كل دول العالم وخاصة فى الغرب ونذكركم بمقال رائع للاستاذ اسامة غيث بجريدة الاهرام19/1 بعنوان : دعم البقر ودعم البشر ذكر فيه ان البقرة الاوربية تتلقى دعما سنويا قدره الف وخمسمائة يورو سنويا اى ما يزيد عن اثنا عشرة الاف جنيه مصرى اى الف جنيه شهريا ,

اننا نرى ان هذا الدعم المقترح لماشية اللبن امر لابد منه والا سيتم التخلص من تلك المواشى بالبيع للجزارين لانتاج اللحم لانه اكثر ربحا مما سيؤثر فى المدى القريب على انتاجية الالبان ومنتجاتها كذلك سيؤدى الى انخفاض شديد فى اعداد الثروة الحيوانية بسبب التخلص من الاناث الولود بالذبح لانتاج اللحم الاكثر ربحا , لذا نامل فى دراسة امر دعم البقر- ونقصد بالبقر هنا البقر والجاموس اى مواشى اللبن - وفى حالة قابلية هذا الراى للتنفيذ فاننا نفضل ان يكون الدعم نقديا وليس فى اى شكل اخر كتقديم اعلاف مدعمة او غيره , فافضل الطرق واقصرها واكثرها شفافية وافضلها اثرا هو الدعم النقدى ونرجو ان يكون هذا الامر سريعا انقاذا لثروتنا الحيوانية من التدهور
عماد حسام الدين
فلاح- اخصائى إعلام
اليونسكو - سرس الليان

ملحوظة :-الحمد لله ,تم نشر هذا المقال فى بريد الاهرام فى التاسع من مارس بهذا النص : ا
الأهــرام
44288
‏السنة 132-العدد
2008
مارس
9
‏غرة ربيع الأول 1429 هـ
الأحد

إلا الأبقـار‏!‏
يمر قطاع الزراعة بشقيه‏:‏ الإنتاج النباتي والإنتاج الحيواني‏,‏ بظروف انتقالية غاية في الصعوبة وشديدة الأثر‏,‏ فبعد نجاح الغرب في استخراج الوقود الحيوي‏(‏ الإيثانول‏)‏ من الزيوت النباتية‏,‏ خاصة زيت الذرة الشامية البيضاء والصفراء‏,‏ ارتفعت أسعار الحبوب عالميا ارتفاعا مضاعفا‏,‏ وهو الأمر الذي انعكس علي أسعار الأعلاف التي زادت بصورة كبيرة لدرجة عجز معها مربو الماشية عن إطعامها فبدأوا في التخلص منها بالبيع فزاد العرض وانخفض الطلب فانهارت أسعار الماشية مما ألحق خسائر كبري بالمربين‏..‏ وهذا علي المدي القريب‏.‏أما علي المدي البعيد فسيؤدي ذلك إلي انخفاض شديد في أعداد ماشية إنتاج اللبن‏,‏ حيث أصبح التخلص منها بالبيع لغرض اللحم أكثر ربحا أو أقل خسارة‏,‏ فأحجم الكثيرون عن تربية مواشي اللبن‏,‏ وهو ما سيؤدي إلي انخفاض الإنتاج القومي من الألبان ومنتجاتها‏,‏ مما سيضاعف سعرها في الشهور المقبلة‏.‏والحل يتمثل في ضرورة تدخل الدولة لتقديم دعم شهري لماشية اللبن‏,‏ وليكن مائة جنيه لكل رأس حلوب في الشهر لتشجيع المربين علي الاستمرار في إنتاج اللبن الذي يعد سلعة استراتيجية‏,‏ وهذا أمر معمول به في كل دول العالم‏,‏ خاصة في الغرب‏,‏ وعلينا الأخذ به وإلا سيتم التخلص من المواشي ببيعها للجزارين لإنتاج اللحم‏,‏ لأنه أكثر ربحا‏,‏ وهذا سيؤثر في المدن والقري علي انتاجية الألبان ويؤدي إلي انخفاض شديد في اعداد الثروة الحيوانية بسبب التخلص من الإناث الولود بالذبح‏.‏إننا نأمل في دراسة دعم الأبقار دعما نقديا من أجل الألبان‏.‏
عماد حسام الدين

إخصائي إعلام ـ اليونيسكو ـ سرس الليان