Saturday, February 21, 2009

خطأ استراتيجى للسيد وزير الزراعة

نشرت الاهرام امس تقريرا حكوميا فى الصفحة الاقتصادية ذكر ان مساحات القمح انخفضت هذا العام بنسبة 11 % , فى حين زادت مساحات البطاطس بنسبة २0 % و توابع هذه النتائج هى زيادة كميات القمح المستوردة من الخارج وما يتبع ذلك من نفقات بالعملة الاجنبية وتاثيره على الدخل القومى بالاضافة الى المخاطر الصحية والشبهات العديدة التى تحوم حول القمح المستورد والتى لمسها الجميع هذا العام ممثلة فى سوء حالة الرغيف المدعم المصنوع من القمح المستورد وإضطرارالسيد وزير التضامن الى إصدار قرار يقضى بضرورة خلط القمح المستورد بالقمح المصرى بنسبة 50 %عند الطحن للإستفادة بالخصائص الجيدة للقمح المصرى حسب نص القرار ،ومن التوابع الاخرى لهذا القرار زيادة مساحات الخضر التى لجأ اليها الزراع هروبا من القمح وهذه الزيادة ادت الى زيادة المعروض عن الطلب فلحق بالزراع خسائر فادحة, فمثلا , زيادة مساحات البطاطس ادت الى زيادة المعروض عن الطلب فانهارت الاسعار ولحقت خسائر فادحة بزراع هذا المحصول وكذلك محصول الطماطم وكل محاصيل الخضر هذه الخسائر هى فى محصلتها خسائر للإقتصاد القومى ، كل ما سبق سببه خطإ سياسى إستراتيجى فادح وقع فيه السيد أمين أباظة وزير الزراعة عندما قرر عدم إعلان سعر القمح للموسم الجديد قبل زراعة المحصول وقرر تأجيل إعلان السعر الى شهر مايو عند حصاد المحصول وهو الامر الذى ادى الى احجام الزراع عن زراعة القمح واتجاههم الى زراعات بديلة مثل الخضر كالبطاطس فحدث ما حدث ، وكان المتوقع عقب ارتفاع سعر القمح العام الماضى وتسلم الحكومة للمحصول بسعر رائع - 400 جنيه للأردب - ان تتضاعف المساحات المزروعة من المحصول هذا العام اى كان المتوقع ان تزيد المساحة بنسبة 100%بدون مبالغة وكان هناك امل كبير فى الاقتراب من تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول الاستراتيجى الخطير ولكن جاء ت سياسة إخفاء السعر التى اتبعها السيد وزير الزراعة والترويج فى نفس الوقت لاحتمال تخفيضه بنسبة كبيرة واطاحت بكل تلك الآمال , ونرى انه خطأ سياسى يجب مساءلة وزارة الزراعة عليه ويجب الا يمر مرور الكرام فهو أمر يتعلق بقوت المصريين وامنهم الغذائى والسياسى
عماد حسام الدين
فلاح - أخصائى إعلام باليونسكو - سرس الليان