Wednesday, October 14, 2009

رأى جمال البنا فى المقصر فى أداء الصلاة ....بريد الجمعة / الاهرام

كتبت فتاة بارة بابيها الى بريد الجمعة بجريدة الاهرام تشكو من عدم مواظبته على اداء الصلاة بالرغم من انه كونه مسلم رائع السلوك حيث انه بار باسرته واقاربه وكثير السؤال عن جيرانه ومساعدة المحتاج منهم ويتق الله فى كل سلوكياته لكنه غير مواظب على الصلاة, ومن شدة حبها له وخوفها عليه من دخول النار وفقا للفقه السائد كتبت تلك كتبت تلك الرسالة التى نشرها الاهرام فى بريد الجمعة,
فأثارت هذه الرسالة الرجل العالم العقلانى الرائع/ جمال البنا فكتب للجريدة هذا الرد الذى نشره خيرى رمضان محرر بريد الجمعه على استحياء وكانه ينشره سرا..... ونقول للعالم جمال البنا وفقك الله ونرجو ان تستمرفى الكتابة ...إكتب كل ما يخطر على عقلك سجله فى كتب او فى الصحافة فسوف تفهمه وتحتاجه وتقدره الاجيال القادمة ,ولا تلتفت لعديمى العقل عسى ان يجد الله على يديك فقه هذه الامة, الفقه الفاسد الذى انتهت صلاحيته , ولا تلتفت الى ما يقولون فكل من جاء بمثل ما تجيئ به يلقى ما تلقاه واكثر, فاصبر واستمر وجزاك الله كل الخير والى رد المفكر جمال البنا وتعليق محرر الباب عليه
قال البنا :
iهذه رسالة إلي صاحبة المشكلة المعنونة صلاة أبي‏:‏رأيت من واجبي أن أكتب إليك لإعجابي بوالدك الكريم وبك أيضا كابنة بارة مسلمة حتي لا يتأثر بيتكم السعيد نتيجة رؤية للإسلام ليست الرؤية الشاملة‏,‏ وإنما هي الرؤية التي يركز عليها الفقهاء والدعاة‏,‏ وهي الرؤية العبادية‏,‏ والإسلام أعظم من هذا‏,‏ لأنه هداية في الحياة الدنيا بقدر ما هو هداية إلي الدار الآخرة‏,‏ فلا تصلح الآخرة إلا بصلاح الدنيا‏,‏ ولا تصلح الدنيا بالعبادة وحدها‏,‏ والإسلام يضم فيما يضم المعاملة‏,‏ ويلخصه حديث الدين المعاملة كما أنه أيضا سلوك وخلق‏,‏ وتمثل المعاملة صلاح المجتمع‏,‏ كما يمثل الخلق صلاح الفرد‏।‏والناس عادة لا يقدرون الله حق قدره ويتصورون ويحكمون عليه بتصرفاتهم الدنيوية‏,‏ وهو أمر لا يجوز‏,‏ فرحمتهم وعدالتهم أعجز عن أن تحيط برحمة الله وعدالته‏,‏ وقد قال الرسول إن رحمة الأم بابنها جزء من مائة رحمة لله‏,‏ فلا تتصوري ابدا أن الله تعالي سيعذب أباك ــ وهو علي هذا الخلق ــ لتقصيره في الصلاة‏,‏ والصلاة مهما كانت فإنها ليست الإسلام‏,‏ وهناك أحاديث عديدة تفضل الجهاد‏,‏ أو البر علي الصلاة‏,‏ وهناك حديث يقول فيه الرسول بأن إصلاح ذات البين أفضل من الصلاة والزكاة‏,‏ وهناك الحديث عن المفلس الذي يأتي بصلاة وصيام‏,‏ وقد شتم هذا وغصب مال هذا‏,‏ فيؤخذ من حسناته وتعطي لهم‏,‏ فإن لم تكف أخذ من سيئاتهم فطرحت عليه‏,‏ ولا تصدقي ما يرون من أن أول ما يسأل عنه الإنسان الصلاة‏,‏ فإن لم يؤدها فلن ينظر في باقي أمره‏,‏ لأنه يخالف العدالة التي لا تغفل أي حسنة يؤديها الفرد‏,‏ بل إن رحمة الله قد تجعل هذه الحسنة عشرة أو حتي سبعمائة ضعف‏,‏ وهناك أناس لا يظهر الإسلام في عملهم‏,‏ فلا قيمة له‏,‏ وهناك آخرون يكون عملهم فاضلا وخلقهم كريما‏,‏ فهؤلاء لديهم إسلام‏,‏ وإن قصروا في بعض الشعائر أو الطقوس‏।‏دعي أباك علي سجيته ولفطرته‏,‏ وسيفكر هو نفسه في الصلاة‏,‏ في وقت تال‏,‏ وحتي لو لم يفكر فيها فحسبك الآية إن الحسنات يذهبن السيئات وحسنات أبيك ودعاؤك له بظهر الغيب بالإضافة إلي رحمة الرحمن الرحيم يمكن أن تذهب سيئاته‏।‏‏*‏ المحرر‏:‏ نشرت رسالة الباحث والمفكر الأستاذ جمال البنا عملا بحرية الرأي‏,‏ وإن كنت أخشي من سوء الفهم لدي البعض بأنها تدعو للالتزام بالأخلاق أولا حتي لو كان بدون صلاة ــ لا أعتقد أن هذا ما يقصده الأستاذ البنا ــ علي الرغم من عدم وجود أي تناقض‏,‏ فالأديان كلها تدعو إلي الأخلاق‏,‏ والصلاة التي هي عماد الدين تساعد علي نمو الأخلاق ومراجعة النفس عندما تميل إلي السوء والفجور‏,‏ وإذا كان الداعية الإسلامي الحبيب علي الجفري قد نصح صاحبة الرسالة ــ الأسبوع الماضي ــ بالدعاء لوالدها وعدم الإلحاح عليه بطلب الصلاة في الوقت الذي تثني فيه علي الخير الذي يفعله‏,‏ فإن هناك رأيا ثالثا لعلمائنا يري أن الدعوة إلي الصلاة واجبة والأولي بها هم الأقربون‏,‏ وهذا الرأي سنعرضه الجمعة المقبل بإذن الله‏।‏‏*******************************
‏عماد حسام الدين
فلاح - اخصائى إعلام - سرس الليان / منوفية