Monday, November 2, 2009

انفلونزا الخنازير ....خير

رب ضارة نافعة " مقولة تصدق تماما على أزمة انفلونزا الخنازير , فقد ادت تلك الازمة الى حل مشكلة تعليمية رهيبة كانت تعانى منها مصر على مدار عقدين من الزمن، وهى مشكلة زيادة كثافة الفصول الدراسية التى وصل متوسطها الى ستين تلميذ فى كل فصل مما أعاق المعلم عن أداء مهمته وحرم التلاميذ من الفهم والتحصيل وأفقد العملية التعليمية مضمونها وادى الى إنهيار مستوى الخريجين, وجاءت ازمة انفلونزا الخنازير فتم حل المشكلة بجرة قلم وساعد على حلها كادر المعلم الذى اشترط الا يحصل عليه الا معلم الفصل" ابو طباشيرة "كما يطلق عليه فترك الكثير من المعلمين السابقين وظائفهم الادارية الهامشية السابقة وعادوا للطباشيرة من أجل الكادر فحدثت وفرة فى عدد المعلمين ساهمت فى نجاح حل مشكلة زيادة كثافة الفصول بالعودة الى نظام الفترتين الذى تربينا وتعلمنا من خلاله جميعا فى السبعينات والثمانينات الى ان تم الغاؤه فى التسعينات بالقرار الوزارى الذى قرر العمل بنظام اليوم الكامل الذى يوفر للطالب, نظريا, وقتا ومكانا لممارسة الانشطة ووجبة لكل تلميذ نظرا لطول مدة بقاء التلميذ فى المدرسة حيث لا يعود لمنزله الا مع اذان العصر , ولكن للاسف اسفرالتطبيق العملى للنظام الجديد عن انهيار العملية التعليمية حيث زادت الكثافة فى الفصول بصورة رهيبة ولم يمارس التلاميذ اية انشطة واصبحت الاوقات المخصصة للانشطة اوقاتا للشجار والمشاكل بين التلاميذ, وتضور التلاميذ جوعا من طول اليوم الدراسى وانعدام الوجبات وخاصة فى الريف لانخفاض مستوى الدخل واضطر الجميع للدروس الخصوصية لتعويض انخفاض جودة التعليم فاصبح التلميذ يقضى يومه كله فى المدرسة وباقى اليوم فى الدروس الخصوصية فكانت العواقب المعرفة للجميع , وجاءت العودة الى نظام الفترتين بقضل انفلونزا الخنازير التى نتمنى ان تدوم, ونقصد نظام الفترتين بالطبع فهو قرار واقعى يناسب ظروف وامكاناتنا دون مكابرة او تقليد فتحية لمتخذ القرار وكل من ساهم فى تنفيذه
عماد حسام الدين
سرس الليان