بـريــد الأهــرام
44780
السنة 133-العدد
2009
يوليو
14
21 من رجب 1430 هـ
الثلاثاء
الفقه الصحيح
كشفت أزمة إنفلونزا الخنازير عن شيء من عدم العلم ـ ولا نقول الجهل ـ سواء علي المستوي الرسمي أو الشعبي, فعلي المستوي الشعبي تعامل الجميع مع الخنازير تعاملا خاطئا, حيث كشفت الأزمة عن أن الثقافة السائدة تحرم الخنزير كتحريم الخمر, حيث يحرم شرب الخمر وصناعتها وتجارتها... إلخ, وطبق الجميع ذلك علي الخنزير لدرجة أن الزراع يمتنعون عن استخدام سبلة الخنازير في الزراعة اعتقادا منهم بحرمة ذلك. إن الخنزير خلقه الله لمهمة في الكون شأن كل المخلوقات, فلم يخلق شيئا عبثا أو خطأ, وإنما كل شيء خلق بمقدار ولمهمة محددة وكل المخلوقات أمم تسبح لله ولكننا لا نفقه تسبيحها, وحرم الله لحم الخنزير ـ فقط اللحم ـ ولم يحرم حيازته أو تربيته أو مشاهدته أو غير ذلك من الفقه السائد الشائع بيننا..وبالتالي فيجوز الاستفادة من هذا المخلوق في أي مجال باستثناء تناول لحمه كطعام ويكفيه دوره البيئي كأفضل الطرق الطبيعية في التخلص من المخلفات العضوية دون أدني أثر سلبي علي البيئة, بل إنه يحولها إلي سماد عضوي شديد الفعالية, هذا علي المستوي الشعبي.. أما علي المستوي الرسمي; فقد قضت الحكومة علي السلالة المحلية شديدة القوة من الخنازير التي من الصعب تعويضها وألحقت أضرارا بمليون مواطن هم المشتغلون بمهنة الخنازير تربية وتصنيعا وانضموا إلي العاطلين, في وقت ندرت فيه فرص العمل, وللأسف لم تمنع هذه الخطوة المتسرعة ظهور المرض في مصر, فقد جاءنا من الخارج مع الوافدين, ولذا نناشد الأزهر الإدلاء بدلوه في الأزمة ونشر الفقه الصحيح بين المواطنين.
عماد حسام الدين ـ أخصائي إعلام ـ سرس الليان
بداية الصفحة
No comments:
Post a Comment