Sunday, May 4, 2008

سعر القمح....السيناريو المتوقع

بدأ زراع القمح هذه الايام حصاد المحصول الذى يبشر بخير وفير بسبب ملائمة الظروف الجوية هذا العام, وياتى الحصاد وسط سعادة غامرة من الزراع بسبب قيام الحكومة برفع سعر التوريد الى سعر رائع مجز يكاد يقترب من الاسعار العالمية مما سيشجع الزراع على توريد كل انتاجهم للحكومة بعكس العام الماضى الذى كان فيه السعر متدنيا مما ادى الى امتناعهم عن توريده واستخدموه علفا للماشية لانخفاض سعره عن سعر العلف فى ذلك الوقت , اما هذا العام فسعر القمح ضعف سعر العلف وسيكون هناك اقبال رائع على توريد كامل المحصول للحكومة التى كانت قد اعلنت ان المساحة التى زرعت قمحا هذا العام بلغت 3.1 مليون فدان بمتوسط انتاجية متوقع تسعة مليون طن وهو رقم يكاد يقترب من رقم الاستهلاك القومى المعلن وهو 12 مليون طن واذا اضفنا 2 مليون طن ذرة شامية تخلط مع القمح لحققنا الاكتفاء الذاتى
لكن اين المشكلة ؟ المشكلة تكمن فى ان الدولة اعلنت ان المستهدف شراؤه من الزراع هو 3 مليون طن فاين يذهب باقى الانتاج ؟ هناك سيناريوهان متوقعان لتوريد القمح هذا العام , السيناريو الاول هو : تتسلم الحكومة القمح من الزراع بسلاسة ويسر ودون تعسف وفى هذه الحالة نتوقع توريد ستة ملايين طن على الاقل من جانب الزراع هذا العام وباقى الانتاج يذهب للاستهلاك الشخصى فى الريف وللمطاحن الخاصة
اما السيناريو الثانى فهو ان الحكومة ستتسلم ثلاثة مليون طن فقط ثم تتوقف عن الاستلام بحجج ملفقة سابقة التجهيز وذلك بسبب مافيا استيراد القمح وعندها سينهار السعر وتنهار معه زراعة القمح فى الاعوام القادمة وقد بدأ بالفعل التمهيد لذلك على لسان السيد وزيرا لتضامن الذى اعلن ان الحكومة لن تتسلم اية اقمح تقل درجة نظافتها عن 22.5 قيراط اى تمهيد لبداية التعسف فى الاستلام وللحج الملفقة كما حدث منذ عدة سنوات عندما زاد التوريد عن المستهدف فتوقفت الحكومة عن تسلم القمح فى منتصف يوليو بحجة ان القمح المصرى مخلوط بقمح مستورد اقل سعرا وجودة
والحل هو فى يد الزراع الذى يتمثل فى العناية الفائقة بعملية الحصاد ويجب ان يكون الحصاد آليا للحصول على اعلى درجة من نظافة المحصول لتفويت الفرصة على المتامرين وكذلك يجب الاسراع بالتوريد فور الحصاد قبل غلق باب التوريد لاى سبب
واما الحكومة فيجب عليها تفويت الفرصة على اصحاب نظرية المؤامرة والاعلا ن عن تسلم كامل المحصول مهما كانت درجة نظافته على ان يقل السعر كلما قلت د رجة النظافة ,ويجب التاكيد المستمر على استعداد وقدرة الحكومة على تسلم كامل المحصول حتى ولو تجاوز المستهدف لقتل الاشاعات فى مهدها وتفويت الفرصة على انصار نظرية المؤامرة
وتفضلوا بقبول وافر التحية
عماد حسام الدين
فلاح - أخصائى إعلام - سرس الليان

No comments: