Monday, July 13, 2009

السخرة الجديدة ...الفلاحون المصريون يتحملون فاتورة الدعم

اندهش الرأى العام وتعجب من مناقصة توريد الارز التموينى للحكومة وبالتحديد لصالح هيئة السلع التموينية والتى "فاز" بها القطاع الخاص, ومصدر الدهشة ليس فى ان القطاع الخاص هو الذى فاز ولكن الدهشة فى السعر الذى سيورد به القطاع الخاص الارز للحكومة فقد فاز-!! - القطاع الخاص بمناقصة توريد الارز بسعر مليم واحد فقط للكيلو جرام من الارز - نعم مليم مصرى واحد سيقبضه القطاع الخاص من الحكومة مقابل كل كجم ارز سيورده لها اى جنيه مصرى واحد لكل طن ارز !!!!! وتفسير اللغز هو ان الحكومة تحتكرشراء محصول الارز عن طريقين :الاول هو انها تتولى توفير احتياجات غالبية الشعب المصرى من الارز من خلال بطاقات التموين وهكذا احتكرت السوق الداخلى , والاخر ان الحكومة تمنع او تسمح بتصدير الارز للخارج , ومن هنا جاء الاحتكار الخارجى والداخلى , وهنا السر, سر توريد الارز ببلاش للحكومة - فالحكومة سمحت لمن يورد طنا ان يصدر طنا مماثلا , ولما كان سعر تصدير الطن الف دولار اى حوالى ستة الاف جنيه فان المورد سيشترى الاثنين طن "(واحد للحكومة والثانى يصدره ) بمبلغ فى حدود 2500 جنيه للطنين(1250 جم للطن وهو سعر متدن جعل الزراع يطعمون مواشيهم ارزا لرخص ثمنه عن الاعلاف الحيوانية ) ويصدر واحد بستة الاف وواحد هدية للحكومة التى ستبيعه للشعب - بعد ان تدعمه من جيبها - بسعر جنيه واحد فقط !! هل علمت الان من يتحمل فاتورة الدعم ؟ انهم البسطاء من الزراع التى تتركهم الحكومة فريسة للاسعار العالمية عند شرائهم مستلزمات الانتاج ( سولار , اسمدة , بذور , مبيدات ...وخلافه ) ثم تحتكر منتجهم باساليب شيطانية ملتوية وتبخس ثمنه وتحملهم فاتورة الدعم ثم تتشدق بعبارات كاذبة رنانة حول الاقتصاد الحر وحرية السوق وغيرها। وما يحدث مع الارز هو نموذج فضحته المناقصة المشار اليها ويحدث مع محاصيل اخرى بصورة اشد وخاصة القمح والسكر والقطن وهى امور جعلت قطاع الزراعة يعيش اوضاعا متردية واصبح طاردا للعمالة وللمستثمرين واصبح الزراع يعيشون فيما يشبه السخرة ولكنها سخرة شيطانية لا فكاك منها وسينهار هذا القطاع قريبا جدا اذا لم تعدل الحكومة عن تلك السياسات الاحتكارية واذا لم تعطى المحاصيل الزراعية اسعارا حقيقية مجزية بل ولابد من دعم هذا لقطاع فى اسرع وقت دعما نقديا من خلال الاسمدة والسولار كاجراء عاجل لانقاذ ما يمكن انقاذه قبل امتناع الزراع عن الزراعة وتبوير الارض لوقف نزيف الخسائر
عماد حسام الدين
فلاح - أخصائى إعلام باليونسكو - سرس الليان

No comments: