Saturday, January 9, 2010

للتوثيق : تجربة شخصية لتطوير الرى فى الارض القديمة

نسمع كثيرا عن عزم وزارة الرى تطوير الرى فى الارض القديمة التى تروى بالغمر بإسراف رهيب يضر الارض والمحصول ،والضرر الأعظم هو الماء المهدر والذى أرى شخصيا ان الماء اغلى من البترول فعليا، وأرى ان نهر النيل هو نهر بترول مهدر ، والدليل على ما اقول ان لتر الماء المعبأ فى زجاجات اغلى من لتر البنزين، فماذا لو تم تعبئة مياه النيل من بحيرة ناصر- قبل ان تضاف اليها ملوثات المصانع الحكومية - وبيعها على انها مياه نيل نقية ؟ اليس النيل نهرا بتروليا يجرى فوق سطح الارض ؟
اعود للموضوع الرئيسسى لهذا المقال وهو تطوير الرى فى الارض القديمة التى تروى بالغمر ، فالرى بالغمر لا يؤدى الى حصول النبات على احتاجاته المائية بدقة بل غالبا ما تزيد عن احتياجات النبات فيقل المحصول ، وكذلك يرتفع منسوب الماء الجوفى فيقل المحصول ايضا لهذه الأسباب ، بالاضافة الى الماء المهدر فى هذا الرى المسرف ، قامت وزارة الرى بمشروع لتطوير الرى بالغمر فى الاراضى القديمة ولكن للاسف فشل هذا المشروع فشلا زريعا فى المناطق التى طُبق بها وتذمر منه الزراع ومن تكلفته التى حملت عليهم ، وسبب هذا الفشل ان المشروع اقتصر على تطوير الترع والمساقى العمومية ولم يتطرق الى الارض ذاتها وقنوات الرى الخاصة بكل قطعة ارض ، فتلك القناة ،والتى يطلق عليها الزراع عدة اسماء تختلف من قرية لاخرى واشهر هذه الاسماء هى الفحل اوالتركيب , هذه القناه هى المصدر الرئيسى لتسريب المياه الى الارض وهى التى تسبب المشاكل المشار اليها اعلاه فهى دائمة التسريب, بالنشع ، او بالانهيار اى ينهار جزء من تلك القناة فتتسرب المياه منه وتلحق الاضرار المشار اليها وكذلك دائمة الانسداد بالحشائش وتحتاج الى تطهير وعزيق وتنظيف مستمر كل رية ...من هنا جاءت فكرتى التى نفذتها وطبقتها فعليا فى حقلنا الخاص ،ونتائجها رائعة واسجلها هنا فى المدونة وعلى النت للثوثيق وحماية حق الابتكار ، هى فكرة بسيطة ولكنها عظيمة الفائدة وهى باختصار تغطية الفحل او التركيب اى قناة الرى الخاصة داخل كل قطعة ارض فى الاراضى القديمة بمواسير بلاستيك طرى- أرخص وأكثر ملائمة لعدم قابليته للكسر - قطر اثنى عشر بوصة ، وبالفعل بدأت اسأل عن البلاستيك الطرى، وهل يمكن تصنيع مواسيير بهذا القطر، وبعد عناء وفقنى الله الى مصنع انتج لى تلك المواسيير وقمت بتنفيذ التجربة, والحمد لله نجحت نجاحا جميلا واصبحنا نتحكم فى الرى تحكما كاملا حيث امكننا الان رى ولو قيراط واحد من الحقل ولو فى اخر الحقل دون اى نشع او تسريب وفى اى وقت ، وهذه ميزة رائعة يدركها الزراع فى الارض القديمة اى القدرة على التحكم فى رى اى مساحة من الحقل او الغيط فى اى وقت ، اما السلبيات الناتجة عن الرى بالغمر فتم القضاء عليها نهائيا فالنبات اصبح يأخذ احتياجاته بالضبط والبتالى سيتجنب المحصول الاضرار الناتجة عن الرى الزائد وكذلك الصرف اصبح جيدا نظرا لعدم زيادة الماء عن حاجة النبات وبالتالى فالمحصول سيتجنب الاثار السلبية الناتجة عن سوء حالة الصرف ،هذا بالضافة الى زيادة المحصول للاسباب السابقة و لزيادة المساحة المنزرعة والتى كانت تخصص لقناة الرى ومميزات اخرى عديدة والحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدى لولا ان هدانا الله ...ونهدى هذه الفكرة الى السيد وزير الزراعة والى كل الاخوة الزراع فى الدلتا والوادى مع التمسك بحقوق الابتكار و الاختراع بواقع عشرة فى المائة فقط من الزيادة فى المحصول وكذلك من التوفير فى ساعات الرى ومن ثمن المياه الموفرة وهى الكنز الثمين والحمد لله من قبل ومن بعد
عماد حسام الدين
فلاح - أخصائى إعلام
سرس الليان - منوفية

No comments: