القمح فى خطر

اعلن السيد وزير الزراعة ان المساحة التى زرعت قمحا هذا العام بلغت ثلاثة ملايين ونصف المليون فدان, وهذا الإقبال على زراعة القمح لم يسبق له مثيل وحدث بسبب إتخاذ الحكومة قرار رفع سعر توريد اردب القمح (من 170 الى 240 جنيها ) فى الوقت المناسب و قبل موعد زراعة المحصول , وهو الأمر الذى أدى الى هذه النتيجة الاولية الجميلة التى تبشر بخير كثير, حيث نتوقع ان تصل متوسط إنتاجية الفدان الى عشرون اردبا اى ثلاثة اطنان للفدان (اردب القمح 150 كجم )اى اجمالى الانتاج القومى المتوقع عشرة ونصف مليون طن وهو رقم يكاد يقترب من رقم الاستهلاك القومى المعلن وهو اثنا عشر مليون طن ولو اضفنا اليهم اثنين مليون طن ذرة شامية تخلط مع ا لقمح فى صناعة رغيف الخبز المدعم لتحقق الاكتفاء الذاتى هذا العام
المهم هذه التوقعات الجميلة مهددة بشدة هذه الايام بسبب ازمة السماد الكيماوى حيث يعانى الزراع الامرين فى الحصول على السماد اللازم للمحصول, والكمية التى قررتها الوزارة للفدان غير كافية, كما ان معظم اراضى الوادى والدلتا غير محيزة لتفتت الملكية وجميع المساحات غير المحيزة لا يحق لها صرف اية اسمدة طبقا لقرار الوزير المنظم لصرف السماد واصحاب هذه المساحات من البسطاء الغير قادرين على شراء السماد من السوق السوداء باسعاره الفلكية وبالتالى لن يضيفوا اية اسمدة لنبات القمح مما سيهدد بانخفاض المحصول للنصف فى احسن الاحوال اى بدلا من التوقعات المتفائلة المذكورة اعلاه يتوقع ان تهبط كمية الناتج القومى الى اربعة مليون طن اذا لم يتم تدبير احتياجات المحصول من السماد ولجميع الاراضى المنزرعة , سواء اكان لها بطاقة حيازة ام لا ,ونامل سرعة تدارك الامر لان النبات الان فى مرحلة النمو والتفريع وهى اشد واخر مراحل احتياجه للسماد, حتى نحقق حلم الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول الاستراتيجى الذى يوشك ان يتحقق هذا العام لولا ازمة السماد