Tuesday, March 4, 2008

تصدير القمح المصرى؟!!!ا

نشر بريد الاهرام اليوم 27 / 2 رسالة لاحد القراء تحت عنوان :عودة الى الاصل اقترح فيها حلولا سحرية لمشاكل الدعم بكل انواعه و كان الموضوع الرئيس لرسالته عن القمح ويقترح القارئ على الحكومة ان تترك القمح الذى ينتجه الريف المصرى للزراع لاستهلاكهم الشخصى وبذلك توفر خمسة مليارات جنيه !! واقترح صاحب الرسالة الا يزيد سعر الاردب عن 150 جنيها حتى يستطيع( المستهلك) شراؤه ..وغيرها من الافكار التى توضع ان القارئ لا يدرك ابعاد القضية, فالقمح سلعة لا تصل من المنتج للمستهلك مباشرة فلا يوجد مستهلك مباشر للقمح سوى اهل الريف الذين يخزنون احتياجاتهم السنوية من القمح ويبيعون الباقى فمن يشترى منهم الباقى ؟وكذلك من يشترى انتاج المزارع الكبرى ؟ هل ساكنو الفيلات والشقق يشترون قمحا ؟ ان هناك وسيطا يحتكر شراء القمح هو الدولة ممثلة فى وزارة التموين -التضامن - وهيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التجارة واذا نقذت الحكومة اقتراح القارئ وإمتنعت عن شراء القمح من الزراع وتركته لاهل الريف فهذا يعنى عدم وجود مشترى للقمح وبواره وكساده لدى الزراع الذين سيضطرون لاستخدامه كعلف للماشية , وفى المقابل ستشترى الحكومة احتياجاتها من القمح من الخارج وستذهب تسعة عشر مليار من الجنيهات هى ما تدفعه الدولة ثمنا للقمح- حسب ما نشر فى الصحف- الى جيوب زراع القمح الاجانب, أى ستخرج من مصر وسياتون للمواطن المصرى بقمح مستورد تحوم حوله شبهات الاشعاع والسرطنة, اما شراء القمح من الزارع المصرى بخمسمائة جنيه للارب اى بالسعر العالمى الحالى فسيترتب على ذلك ان التسعة عشر مليار التى تذهب للخارج لاستيراد القمح ستظل داخل السوق المصرى وستؤدى الى انتعاشة هائلة فى الاقتصاد المصرى واستثمارات هائلة فى الزراعة بالاضافة الى تناول المصريين قمحا بلديا عضويا نظيفا خالى من اية شبهات هذا فضلا عن الفائدة الاستراتجية الخاصة بالامن القومى , و فى حالة اعجاب الحكومة برأى القارئ وإحجامها عن شراء القمح المصرى فاننا نطالبها بالموافقة لنا نحن الزراع على تصدير انتاجنا من القمح للخارج وسنجد له من يقدره , واخشى عندها ان تعيد الحكومة استيراده من الجهات التى سنصدره لها
ان ما نشر اليوم فى البريد كلام غير دقيق وكنت اظن ان بريد الاهرام لديه من الخبراء والخبرات التى تفهم وتعى قطاع الزراعة ولم اكن اتوقع نشر مثل تلك المعلومات غير الصيحة
والى لقاء
عماد حسام الدين
فلاح - أخصائى إعلام
اليونسكو -سرس الليان

No comments: