Saturday, November 1, 2008

سفهاء سرس الليان

السفه فى اللغة هو إنفاق المال فى غير موضعة ونهى الإسلام عن السفه ووبخ السفهاء فى أكثر من موضع فى القرآن الكريم, وقمة السفه هو من ينفق بسفه من أموال الغير كان يكون وصيا او وكيلا عن اخر لسفر او غيره , اما السفه الذى يفقد العاقل رزانته ويخرجه عن شعوره هو سفه المتطوعين لفعل الخير كما يحدث فى سرس الليان, حيث قام مجموعة من محبى العمل الخيرى بانشاء جمعية خيرية لرعاية مرضى الفشل الكلوى بالمدينة وقاموا بإشهار الجمعية رسميا ثم قاموا مشكورين بعمل دعاية قوية للجمعية فى اماكن وتوقيتات رائعة فأثمرت تلك الجهود سريعا وجمعت الجمعية مبالغ طائلة لا يعلمها الا القائمون عليها ولا ضير فى ذلك الى ان فوجئ الرأى العام بالمدينة بقيام الجمعية ببناء مبنى جديد قيل انه مستشفى لمرضى الفشل وسعد الجميع بذلك برغم ان المبنى القديم يقوم بالمهمة بصورة ممتازة ,الا انه كانت صدمة الرأى العام عندما شاهدوا المبنى فى مراحله الاخيرة , فالمبنى تم اختيار تصميمه على غرار احد القصور التاريخية الشهيرة بالقاهرة وتم الانفاق على البناء والتشطيب بإسراف فظيع يستفز كل من يراه ,بالرغم من ان العدد الإجمالى لمرضى الفشل الكلوى ثلاثة واربعون حالة لاغير وكانت المبالغ المنفقة على المبنى تكفى لزرع كلى لهم جميعا فى الخارج ...وصدق الله العظيم عندما امرنا بعدم إعطاء اموالنا للسفهاء (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم ) وهذا نداء ورجاء لكل المتصدقين والمتبرعين بضرورة إجراء التحريات المشددة عمن سيمنحوهم اموالهم سواء فقراء او متطوعين أو جمعيات اهلية , كما اتوجه الى الجهات الرقابية بضرورة مراقبة ومحاسبة الجمعيات الأهلية فكم من امثال جمعية رعية مرضى الكلى بسرس الليان موجودون فى كل مكان وقانا الله السفه والسفهاء
عماد حسام الدين

No comments: