Sunday, August 14, 2011

ثورة يناير قضت على التوريث الأصغر ....بقى التوريث الأكبر ..... توريث الوظائف

عبد الرؤوف فتى عمره سبعة عشر عاما يعيش فى منطقة عشوائية ريفية ، حصل على شهادة دبلوم المدارس الثانوية الصناعية هذا العام اى بعد الثورة ، وفوجئ جميع اهالى المنطقة ان "عبده" قد تم تعيينه بشركة الكهرباء ليس لعبقريته فقد كان اشد اأطفال بغضا للدراسة وأقلهم قدرة على التحصيل حسب شكاوى معلميه منه المتكررة ، إذن ما مؤهل عبد الرؤوف الذى أتاح له هذه الفرصة التى لم تتوفر لشباب اصبحوا كهول تجاوزا الاربعين من عمرهم دون ان يحصلوا على وظيفة ؟ والجواب هو ان والد عبد الرؤوف من صغار العاملين بوزارة الكهرباء والتى قصرت التعيين بها على ابناء العاملين ،وهى كارثة ناتجة عن سياسة كرسها ورسخها العهد البائد- وبكل أسى مازالت مستمرة بل و إستشرت بعد الثورة - حيث رسخ مبدا توريث الوظائف السوبر فى البداية مثل القضاء والشرطة والبنوك والجامعات والاعلام بحيث اصبح ولاء وبقاء شاغلو تلك الوظائف مرتبط ببقاء النظام ذاته ثم عمم المبدأ وأصبح يطبق بكل وقاحة فى كافة الشركات الحكومية بل وسمعنا عن خروج مظاهرات فئوية لموظفين تطالب بتعيين ابناء العاملين !!!!! ، والأفدح ان هذا الوضع المعيب إمتد للجهاز الادارى للدولة وخاصة وزارة " العدل " آخر وزارة يتخيل ان تطبق هذا المبدا المعيب الذى يخل بمبدأ المواطنة والعدل والشفافية ويدفع بذوى الواسطة لتولى الوظائف على حساب اصحاب الكفاءات من الشباب وهو ما ينعكس سلبا على مستوى الناتج القومى من تلك الوظائف ويثر سلبا فى نفوس وسلوك و على ولاء وانتماء الشباب المسلوبة تلك الوظائف منهم مما يهدد السلام الجتماعى ولعل ذلك الأمر كان من العوامل الرئيسية الكامنة خلف إشتعال الثورة ،
إن هذا التوريث خطير وإستشرى فى كل قطاعات الدولة واصبح كالمرض الخبيث فى جسد الوطنويجب إستئصاله فورا
لذا لابد من قرارات فورية تحظر نهائيا حالة توريث الوظائف حرصا على اشياء كثيرة اهمها العدل والشفافية والصالح العام والسلام الاجتماعى ويجب البدء فورا بوزارتى العدل والكهرباء فهما نموذج صارخ مستفز للرأى العام
لقد نجحت ثورة يناير فى القضاء علىالتوريث الصغر توريث منصب رئيس الجمهورية فهل تستطيع الثورة القضاء على التوريث الأكبر توريث الوظائف ؟؟؟؟؟

No comments: